الحمد لله الذي تفرد بكل جمال وكمال، وتفضل على عباده بجزيل النوال، له الحمد في الأولى والآخرة والحال والمآل، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تقدس عن الأشباه والأمثال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله كريم الشباب وشريف الخصال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، و على التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء على الأعمال
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
إن الإنسان مرتبط بتاريخه القديم والحديث لا يعيش الحياة الطيبة بدون تاريخه، إذ البلاد بدون التاريخ هيكل بدون روح وسيارة بدون محرك، والإنسان العاقل يتحرك حسب الضوء الذي يسلطه تاريخ بلاده على الأحداث، فبالرجوع إلى التاريخ نتفادى الوقوع في الأخطاء مرتين، ومبدأ المسلم يبينه لنا المصطفىﷺ إذ يقول: "لا يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين" فالإنسان الذي لا علم له بتاريخ بلاده، ولا وعي له بمغزى الأحداث التي وقعت فيه، قد يلدغ من جحر مرارا وتكرارا.
ولذلك -يا عباد الله- فإن بلادنا يحتفل في هذه الأيام بذكرى غالية، ومناسبة وطنية عزيزة، يخلدها الشعب المغربي في الحادي عشر من يناير كل سنة، إنها ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، تلكم الوثيقة التي تقدمت بها الحركة الوطنية إلى سلطات الاستعمار الغاشم الكافر، بتوجيهات من أب المقاومة المغربية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، وبمعية وارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه؛ تلكم الوثيقة التي تعد منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الاستقلال.
لقد خاض الشعب المغربي سلسلة مواجهات للحصول على استقلاله منذ صدور ما يسمى بـ"الظهير البربري" سنة 1930، الذي حاربه المغاربة كلهم، فتم تأسيس كتلة العمل الوطني، وتقدمت الحركة الوطنية المغربية بمطالب في هذا المجال سنتي 1934 و1936 في الوقت الذي استمر فيه النضال بالمدن والبوادي من أجل تعميق الشعور الوطني وتعبئة المواطنين من أجل الحرية والاستقلال.
وفي ضل هذا الإجماع من كل أطياف المغاربة عرشا وشعبا، أمازيغ وعربا، بوادي ومدنا، على مواجهة الاستعمار، شهد المغرب عدة مظاهرات؛ لما لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من الأثر العميق في مختلف جهات المملكة، إذ تلتها صياغة عرائض التأييد، كما نزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944، التي سقط فيها عدة شهداء برصاص قوات الاحتلال الغاشم.
وبدلا من رضوخ الاستعمار لإرادة الحق والمشروعية، التي عبر عنها العرش والشعب، تمادى في إدارة الضغط على جلالة المغفور له محمد الخامس سعيا إلى إدماج المغرب في ما يسمى آنذاك بـ"الاتحاد الفرنسي" وإلى فصل قائد الأمة عن الحركة الوطنية؛ فواجه بطل التحرير كل مخططات الاستعمار بكل جرأة ورباطة جأش، ومن ذلك زيارته التاريخية لمدينة طنجة في 9 أبريل 1947، التي ألقى منها خطابه السامي، الذي أكد فيه على وحدة المغرب من شماله إلى جنوبه، ثم أكد جلالته قدس الله روحه المناداة بالاستقلال خلال زيارته لفرنسا في أكتوبر 1950.
وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة، تحقق أمل الشعب المغربي قاطبة في عودة بطل التحرير ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس حاملا معه لواء الحرية والاستقلال، ومعلنا قولته المشهورة: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر جهاد بناء الوطن.
وسيرا على هذا النهج، خاض جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، معركة استكمال الوحدة الترابية، فجرى في عهده استرجاع سيدي ايفني سنة1969، ثم استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة سنة1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، حيث ارتفع العلم الوطني في سماء العيون يوم 28 فبراير 1976، وجرى تعزيز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
أيها الإخوة المؤمنون؛ إذا كان لا بد من التعلم من التاريخ فإن هذا الحدث نتعلم:
- أنه ذكرى بما ترمز إليه من التلاحم القائم بين العرش والشعب، والإخلاص والوفاء، وذكرى الافتخار بالتقاليد والأمجاد، وذكرى الوحدة المتواصلة بين الراعي والرعية، القائمة على الاعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بدينه القويم، مصداقا لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}.
- نتعلم منه أن احتفال المغاربة بهذه الذكرى لهو مناسبة لإذكاء روح التعاون والتضامن والإخاء، ومناسبة لتقوية أواصر المودة والتلاحم القائم بين العرش والشعب، ومناسبة لأخذ العبر والدروس من الماضي للأجل العمل في الحاضر وبناء المستقبل، تجسيدا لآمال المواطنين وأمانيهم، للسير قدما بهذا البلد نحو التقدم والرقي والازدهار، في ظل الثوابت والمقدسات، تحت القيادة الصالحة، التي قيضها الله لهذا الوطن العزيز.
- نتعلم أيضا أن استقلال المغرب لا زال لم يكتمل ما دام سبتة ومليلية محتلتين، وكيف يتحقق لنا ذلك مع الاحتلال الظالم لمدينة سبتة التاريخية العلمية، مدينة القاضي عياض أحد الرجال السبع الذي دفنوا بمراكش، والذي قيل عنه لولا عياض ما عرف المغرب؟.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين…
إن الإنسان مرتبط بتاريخه القديم والحديث لا يعيش الحياة الطيبة بدون تاريخه، إذ البلاد بدون التاريخ هيكل بدون روح وسيارة بدون محرك، والإنسان العاقل يتحرك حسب الضوء الذي يسلطه تاريخ بلاده على الأحداث، فبالرجوع إلى التاريخ نتفادى الوقوع في الأخطاء مرتين، ومبدأ المسلم يبينه لنا المصطفىﷺ إذ يقول: "لا يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين" فالإنسان الذي لا علم له بتاريخ بلاده، ولا وعي له بمغزى الأحداث التي وقعت فيه، قد يلدغ من جحر مرارا وتكرارا.
ولذلك -يا عباد الله- فإن بلادنا يحتفل في هذه الأيام بذكرى غالية، ومناسبة وطنية عزيزة، يخلدها الشعب المغربي في الحادي عشر من يناير كل سنة، إنها ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، تلكم الوثيقة التي تقدمت بها الحركة الوطنية إلى سلطات الاستعمار الغاشم الكافر، بتوجيهات من أب المقاومة المغربية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، وبمعية وارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه؛ تلكم الوثيقة التي تعد منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الاستقلال.
لقد خاض الشعب المغربي سلسلة مواجهات للحصول على استقلاله منذ صدور ما يسمى بـ"الظهير البربري" سنة 1930، الذي حاربه المغاربة كلهم، فتم تأسيس كتلة العمل الوطني، وتقدمت الحركة الوطنية المغربية بمطالب في هذا المجال سنتي 1934 و1936 في الوقت الذي استمر فيه النضال بالمدن والبوادي من أجل تعميق الشعور الوطني وتعبئة المواطنين من أجل الحرية والاستقلال.
وفي ضل هذا الإجماع من كل أطياف المغاربة عرشا وشعبا، أمازيغ وعربا، بوادي ومدنا، على مواجهة الاستعمار، شهد المغرب عدة مظاهرات؛ لما لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من الأثر العميق في مختلف جهات المملكة، إذ تلتها صياغة عرائض التأييد، كما نزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944، التي سقط فيها عدة شهداء برصاص قوات الاحتلال الغاشم.
وبدلا من رضوخ الاستعمار لإرادة الحق والمشروعية، التي عبر عنها العرش والشعب، تمادى في إدارة الضغط على جلالة المغفور له محمد الخامس سعيا إلى إدماج المغرب في ما يسمى آنذاك بـ"الاتحاد الفرنسي" وإلى فصل قائد الأمة عن الحركة الوطنية؛ فواجه بطل التحرير كل مخططات الاستعمار بكل جرأة ورباطة جأش، ومن ذلك زيارته التاريخية لمدينة طنجة في 9 أبريل 1947، التي ألقى منها خطابه السامي، الذي أكد فيه على وحدة المغرب من شماله إلى جنوبه، ثم أكد جلالته قدس الله روحه المناداة بالاستقلال خلال زيارته لفرنسا في أكتوبر 1950.
وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة، تحقق أمل الشعب المغربي قاطبة في عودة بطل التحرير ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس حاملا معه لواء الحرية والاستقلال، ومعلنا قولته المشهورة: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر جهاد بناء الوطن.
وسيرا على هذا النهج، خاض جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، معركة استكمال الوحدة الترابية، فجرى في عهده استرجاع سيدي ايفني سنة1969، ثم استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة سنة1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، حيث ارتفع العلم الوطني في سماء العيون يوم 28 فبراير 1976، وجرى تعزيز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
أيها الإخوة المؤمنون؛ إذا كان لا بد من التعلم من التاريخ فإن هذا الحدث نتعلم:
- نتعلم منه أن احتفال المغاربة بهذه الذكرى لهو مناسبة لإذكاء روح التعاون والتضامن والإخاء، ومناسبة لتقوية أواصر المودة والتلاحم القائم بين العرش والشعب، ومناسبة لأخذ العبر والدروس من الماضي للأجل العمل في الحاضر وبناء المستقبل، تجسيدا لآمال المواطنين وأمانيهم، للسير قدما بهذا البلد نحو التقدم والرقي والازدهار، في ظل الثوابت والمقدسات، تحت القيادة الصالحة، التي قيضها الله لهذا الوطن العزيز.
- نتعلم أيضا أن استقلال المغرب لا زال لم يكتمل ما دام سبتة ومليلية محتلتين، وكيف يتحقق لنا ذلك مع الاحتلال الظالم لمدينة سبتة التاريخية العلمية، مدينة القاضي عياض أحد الرجال السبع الذي دفنوا بمراكش، والذي قيل عنه لولا عياض ما عرف المغرب؟.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين…
الحمد لله رب العالمين…
أما بعد فأيها الإخوة المؤمنون؛
ها هو جلالة الملك محمد السادس حفظه الله يقود قطار الجهاد الأكبر جهاد التنمية وبناء الوطن بحكمته وحنكته، في مساعيه الحميدة وجولاته التنموية، يواصل بعزيمة الأبطال مسيرة الأعمال، تلك الأعمال التي تتمثل في الإنجازات الإنمائية والإيمانية والاجتماعية والاقتصادية من أجل رفاهية شعبه وراحة رعيته، حاملا مشعل النهضة في ظل المثل العليا والقيم الخالدة، فيساعد الفقراء وينعش القرى فينهض بهذا البلد في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية وغيرها. سدد الله خطاه وأمد في عمره.
قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}…
ألا فاتقوا الله عباد الله؛ وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ
أما بعد فأيها الإخوة المؤمنون؛
ها هو جلالة الملك محمد السادس حفظه الله يقود قطار الجهاد الأكبر جهاد التنمية وبناء الوطن بحكمته وحنكته، في مساعيه الحميدة وجولاته التنموية، يواصل بعزيمة الأبطال مسيرة الأعمال، تلك الأعمال التي تتمثل في الإنجازات الإنمائية والإيمانية والاجتماعية والاقتصادية من أجل رفاهية شعبه وراحة رعيته، حاملا مشعل النهضة في ظل المثل العليا والقيم الخالدة، فيساعد الفقراء وينعش القرى فينهض بهذا البلد في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية وغيرها. سدد الله خطاه وأمد في عمره.
قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}…
ألا فاتقوا الله عباد الله؛ وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ